كوران جابو… كوران جابو…


صورة تعبيرية، coupure
    صورة تعبيرية                                                                               coupure

 

هذه الجملة ليست مقطعا من أغنية – ما – ولا شطرا لبيت شعر أو حكمة مأثورة ، ولكنها كلمة لطالما رددها الصغار والكبار مرارا وتكرارا، تعبيرا عن فرحهم بقدوم الكهرباء، الذي أصبح توفيره- بشكل دائم – مهمة مستحيلة عجزت عنه كل الحكومات المتعاقبة في جمهورية حيث يأمل قائدها بأن يجعل منها “مرآة لأفريقيا” و”دولة نامية” و “مركزا لتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا” في غضون السنوات القليلة المقبلة، ولكن كيف؟ ربما رئيس جمهوريتي وأعوانه فقط يعرفون الإجابة…

 

فيما مضى، كانت الناس– ولا تزال- غاضبة من الشركة التشادية للمياه والكهرباء والتي تم تقسيمها فيما بعد إلى: (الشركة الوطنية للكهرباء، الشركة الوطنية للمياه)، إذ كانت هناك الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان المواطنين، جلها تنصب في مدى إستقلالية الشركة؛ وعن الأسباب التي تقف خلفها في عدم توفير الكهرباء بصورة مستمرة؟ و لماذا بعض أحياء العاصمة لا تقطع عنها الكهرباء في حين الآخرون لايرون الكهرباء سوى بمعدل مرة في الأسبوع؟ طيب! ولماذا سعرالكيلو وات يعتبرباهظ جدا مقارنة مع دول المنطقة، حتى بعد التخفيض الذي أجري بمعدل 37 %؛حيث الخط العادي للاستعمالات المنزلية :(0- 150 كيلو وات /ساعة) يكلف 85 فرنك سيفا؛ بينما يبلغ سعر الخط الساخن: ( أكثر من 150 كيلو وات /ساعة) 100 فرنك سيفا؛حسب القرار الذي أصدرفي عهد وزير التجارة والصناعة اللهو طاهر، والذي كان يهدف إلى طريقة توزيع و تحديد أسعار الكهرباء المنتجة من قبل الشركة الوطنية للكهرباء؟

 

على حسب المسئولين فإن هذه الإجراءات – تخفيض الأسعار- تسهم بطريقة أو بأخرى في زيادة نسبة مستخدمي الكهرباء و تقلل ظاهرة الاستهلاك الغير شرعي والذي على حسب المدير الأسبق للشركة الوطنية يبلغ نسبته حوالي 80% من الإنتاج العام للطاقة، وأن الشركة سوف تعتمد رسميا نظام عدادات الكهرباء الذكية، والذي يعمل بنظام الكروت مسبقة الدفع، وإستطرد المدير معترفا في حديثه بأن المشكل الأساسي الذي تعاني منه الشركة يكمن في شبكات “الأسلاك” الناقلة، حيث هذه الأخيرة تم تصميمها على حسب إحتياجات الناس قبل بضع عقود، ولكن الوضع مختلف الآن! حيث توسعت العاصمة وتضاعف أعداد مستخدمي الكهرباء، في حين الشبكة لا تزال ثابتة كما هي! فالشركة تنتج الطاقة ولكن شبكة الأسلاك لا تستطيع نقل الأحمال الزائدة…

• فما الحل إذا؟

لإيجاد حلول منطقية للتساؤلات الدائرة في أذهان المواطنين ولتقليل ظاهرة إنقطاع الكهرباء، قامت حكومة سيدي الحاكم وبتمويل من إيكسيم بنك الصينية (Exim Bank de chine) بتدشين محطة توزيع كهرباء على مشارف العاصمة أنجمينا، حيث ينقل إليها الطاقة (20 ميغا وات) من مصفاة جرماي التي تبعد 45 كيلو متر من العاصمة، كي يتم توزيعها لبعض الأحياء الشمالية، وبذالك تسهم في تخفيف العبء عن الشركة، ولكن ما إن تم عملية الفلكلور والتدشين، ورجع رئيس جمهوريتي وبعض الساسة بخطاباتهم من حيث أتو، عادت حليمة لعادتها القاديمة، سوري! أقصد عادت مشكلة إنقطاع الكهرباء…

• هناك أمل يلوح في الأفق…
هناك مشروعان قيد الإنشاء يبعثان الأمل في روح الشعب التشادي، مشروع بناء محطة الغاز بصديقي (100 ميغا وات) والذي يتوقع بعد إنجازه أن يغذي أنجمينا وأربع مدن أخرى على طول الخط، و هناك أيضا مشروع إنشاء محطة كهربائية بفرشا (60 ميغا وات)؛ إضافة إلى برنامج صيانة وتهيئة شبكات التوزيع الذي يقوم به خبراء من الشركة الصينية China Machinary and Equipement Corporation (CMEC) كي تكون ملائمة لنقل الأحمال الزائدة، كل هذه المشاريع لو رأت النور،لربما سوف تصبح مشكلة إنقطاع الكهرباء حكايات من التاريخ يرويها الآباء لأبنائهم، ولتمكن الشعب و”خاصة الشباب” من إنشاء مشاريعهم الصغيرة التي لطالما وقفت الكهرباء حائلا دون تحقيقها، وتتحسن مشكلة عدم الأمن، و سيزول الشك الذي لا يزال يراود المستثمرين الأجانب، وربما حينها لو قال سيدي الحاكم بأنه سيجعل من تشاد “مركزا لتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا “لأصبح الكلام منطقيا، أما إذا جرت الرياح بما لا تشتهيها السفن، فسوف يصبح الخصخصة خيارا مطروحا …