عندما يعبر الطلاب عن غضبهم (3)


صور توضيحية

منذ اسبوع والغموض يسود العاصمة التشادية انجمينا : نظرا للاحتجاجات العارمة التي يقوم بها الطلاب رفضا لقرار وضع الخوذة “الكاسك” الذي اعيد تطبيقه وبصرامة منذ الاول من مارس، حيث خلفت هذه الاحتجاجات 3 قتلى وعدد من الجرحى في صفوف التلاميذ، وحتى كتابة هذه السطور، لا يزال الكر والفر مستمر بين الطلبة والشرطة من طرف، والطلبة ولابسي الخوذات من طرف آخر، ليجعلنا نستنتج أن مستوى الوعي لدى الطلاب في تزايد مستمر منذ احتجاجات الحادي عشر من نوفمبر؛ ولكن، الا يفترض أن نستفيد من هذا الوعي في أشياء اكثر ايجابية؟؟ أليست هناك اشياء اخرى جديرة بالاحتجاج والمطالبة، بدلا من الوقوف ضد وضع الخوذة؟؟

يذكر أن قرار وضع الخوذة تم تطبيقه في عهد الوزير احمد باشرعام 2012 م عندما كان وزيرا للداخلية والأمن العام، في بداية الأمر واجه القرار الكثير من الصعوبات، ولكن مع الوقت تعود الشعب على ارتداء الخوذات، واصبحت الخوذة– الكاسك – روتينا حياتيا وحاجة أساسية لا تفارق اصحاب الدراجات النارية، ولكن مع الأسف حكومة جمهوريتي كعادتها تراخت عن تطبيق القرار او بالاحرى تراجعت و تجاهلته، وكأن شيء لم يحدث! فما على اصحاب الدراجات النارية الا ان تركوا الخوذات في المنازل وبدأوا التجوال بدونها! على من يلقى باللائمة؟

بعد مرور قرابة الثلاث سنوات من تجاهلها لقرار التطبيق، استفاقت حكومة جمهوريتي ووعت بان وضع الخوذة يدخل في امن وسلامة المواطن، وان عدم استخدام الخوذه يسبب في الكثير من الحوادث، وبقدرة قادر! اصدرت الشرطة بيانا تلزم فيه اصحاب الدراجات النارية – الذين اغلبهم من الطلبة- بوضع الخوذة، وان كل من من لم يضع الخوذة سيدفع غرامة…

الطلاب بدورهم تزامنا مع الشرطة خرجوا غاضبين في الشوارع والساحات العامة، يوقفون كل من يرتدى الخوذة، يخرجوها عن رأسه ويكسروها ، ردا على هذا القرار الذي اعتبروه مجرد تلبية لنداء تاجر جاء بالخوذات وربما استخدم “اللوبي” ليضغط على الشرطة كي يستفيد على حساب المواطنين من طرف، وتردد الحكومة وعدم قدرتها على تطبيق القرارات بآليات ووسائل فاعلة من ناحية اخرى!

صورة توضح حرق الباص

التلفزيون الرسمي الذي يعتبر بمثابة البوق الوحيد للحكومة، تجاهل هذا الوضع طيلة الاسبوع، الى ان تفاقمت الاوضاع وادت الى حرق وسائل نقل الطلاب”باصات” اضفا الى القتل والجرحى والاعتقالات، خرج الخطاب الرسمي للحكومة عن طريق وزير ادارة الأراضي والأمن العام، قال في حديثه :”…على ضوء الاضطرابات المتعلقة بعدم وضع الخوذة لاصحاب الدراجات النارية، التي قام بها بعض الافراد في المؤسسات المدرسية والجامعات في انجمينا،قررت الحكومة اقفال المدارس والثانويات والجامعات العامة والخاصة ببلدية انجمينا الى حين قرار آخر” من المتضرر؟!

لا احد ينكر دور الخوذات في حماية من يضعها على رأسه، وتقليلها لنسبة الاصابة في الرأس، الذي يؤدي في الغالب الى موت الشخص، كما توصي بها البحوثات العلمية، نحن نطالب أيضا باضافة قرارات اخرى من شأنها الاسهام في سلامة وامن المواطن: كحزام الأمان في السيارات، ورخصة القيادة، واقامة دورات تدريبية للطلبة وغيرهم، في احترام اشارات المرور وقواعد السلامة، ولكن في الوقت نفسه على الحكومة أن تدرس القرار جيدا قبل تطبيقه، وأن يسبق القرار بشيء من التوعية ويمهد ببعض الآليات والتدابير التي تسهل في تطبيقه، فالنار لا يولد الا نارا، والقتل والعنف لا يزيدان الطين الا بلة، ومن سقف الطموحات والمطالب الا علوا!