تجربتي على منصة عرب لوك…


presse01كنت- ولا أزال- متابعا لقناة فرنسا 24 في أغلب الأحيان:نظرا لطريقة سردها للأخبار و تقاريرها المختصرة والمتتنوعة، فما إن تم اطلاق مبادرة “مدونات عربية” : التي تهدف إلى تدريب وإعطاء فرصة ومساحة للمدونين الشباب للتعبير عن ما يجول في داخلهم وعكس المشاكل والعوائق المجتمعية التي تقف حائلا دون تحقيق أهدافهم! بدأت أتردد بين الحين والآخر فيما إذا كنت سأقدم ترشيحي أو لا، ولكن وفي آخر يوم لاسدال الستار على التقديم قررت بأن أخوض غمار المسابقة، رغم أن جمهوريتي لم تكن ضمن البلاد العربية التي كانت مستهدفة! ولكن بما أننا نشكل جسرا للتواصل بين أفريقيا جنوب الصحراء والعالم العربي، والعربية تعتبر لغة رسمية في الدولة (إلى جانب شقيقتها الفرنسية)، فقلت لم لا!؟ (…) وإذا بي أجد نفسي ضمن المدونين الذين تم اختيارهم لخوض تجربة التدوين على المنصة، وهكذا بدأت التجربة.

 

كشخص فضولي محب للاكتشاف، ومولع بالعلوم والأرقام، لم أهتم ولم أفكر يوما في أنني سأغرم بالحروف أو الكتابة، ولم أكن يوما ضمن أولئك الذين يريدون البوح بوجهات نظرهم تجاه أي موضوع جدلي أمامهم، فكنت في الغالب احتفظ بوجهات نظري السياسية أو -أي كانت- لنفسي، ولم أكن يوما مضطرا لاقناع الآخرين، وخاصة في الحوارات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

ولكن ربما كرهي للروتين الدائم وولعي بالأرقام، وعدم اقتناعي بما يدور حولي من وعود فضفاضة، وخطابات فارغة، ورغبة مني في توعية بني جلدتي بما يدور حولهم، قادوني إلى اكتشاف عالم الحروف والكلمات !فاتخذت من الكتابة آلية أساسية لتغييرمجتمعي، فوجدت نفسي بين ليلة وضحاها عاشقا للحروف كما كنت متيما بالأرقام…

 

أن تكتب عن واقعك وعن ما يدور في مجتمعك وأن تساهم بطريقة أو بأخرى في توعية مجتمعك، هذا شيء جميل، ولكن أن تنشر كتاباتك على منصة كبيرة على غرار “عرب لوك” وان تكون مع مدونين آخرين من شتى دول العالم حيث يستفيد كل من الآخر، وتكسر الحواجز وتتقارب الأفكار،فهذا شيء أجمل، لأنه يساورك الشعور بالاعتزاز والفخر: لأنك استطعت أن تنقل أصوات شعبك وخاصة من لا صوت لهم!من هناك إلى هنا …

 

من هنا وعبر مدونتا، نعبر عن عظيم امتناننا وشكرنا لكل أسرة التحرير، والأصدقاء والقائمين على إدارة هذه المنصة، الذين وقع اختيارهم علينا وأتاحوا لنا هذه الفرصة بأن ننقل أصوات شعبنا عبر هذه المنصة، وكلنا أمل في أن نستفيد أكثر ونتطلع معا نحو الأفضل.