تكنولوجيا في عصر النهضة


الصورة توضح الشعار الرسمي للصالون...
الصورة توضح الشعار الرسمي للصالون…

إختتم الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، مساء الخميس 11/09/2014م بالعاصمة التشادية أنجمينا، أعمال فعاليات الصالون الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، الذي استضافته تشاد في الفترة من 09-12/09/2014م ، والذي حضره أكثر من 2000 مشاركا، 60 محاضرا ، 50 مختصا في عرض المنتجات التقنية، 30 تلفزيونا وإذاعة، و 30 مخترعا ومبتكرا أفريقيا، إضافة الى 25 مديرا تنفيذيا لوسائل إعلام أفريقية وأخرى عالمية.

وقد انبثق عن الصالون توصيات جمة، وجهت جلها لوزارة الإعلام والإتصال وشقيقتها وزارة البوسطة والاتصالات، وأخرى الى الفضاءات الاقليمية، ودعوا الحكومات الى إدراج التوصيات في برامجها الوطنية الرامية إلى تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وطالبوا الدول الأفريقية بتعزيز كفاءات الشباب ودعم مشاريعهم، ورفع كل المطبات التي تقف عائقا أمام التقدم التكنولوجي، وقد أسدل الستار عن الصالون بمنح جائزة توماي للتكنولوجيا، للشابة الكينية التي احتل مشروعها المركز الأول…
ننوه على أنه من أجل إنجاح الصالون الدولي لتكنولوجيا المعلومات والإتصال، منحت الهيئة العليا للاعلام (HCC)، تردد 97.3 MHZ (Radio SITIC)، حيث شعارها “في قلب التكنولوجيا” تهدف هذه الإذاعة إلى توعية الشعب التشادي وخاصة سكان العاصمة في مجال التكنولوجيا، ووضعهم على إتصال مباشر بمجريات الصالون الدولي، وتهيئتهم لمشروع المركز الأفريقي لتكنولوجيا المعلومات (CATI)…

إدراكها ووعيها المتأخر بدور التكنولوجيا في التنمية، وعدم رضاها بموقعها الأخير في كل التقارير العالمية التي تعدها منظمات الأمم المتحدة الناشطة في مجال تقنية المعلومات والاتصال، وحلم رئيس الجمهورية بأن يجعل من تشاد مركزا لتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا، كل هذه العوامل وغيرها، دفعت بحكومة تشاد إلى إقامة أول صالون دولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، والذي يمهد الطريق بدوره لإنشاء المركز الأفريقي لتكنولوجيا المعلومات (CATI)، والذي اعتبره الكثيرون بمثابة هدية من قبل الرئيس التشادي للشباب الأفريقي!

هذا المركز الذي يتوقع تدشينه في أواخر 2015 سوف يشمل في دهاليزه أقسام وأجزاء عديدة: قسم لمشروع الألياف البصرية، قسم لشبكات الإتصالات، وجزء لتوزيع الكهرباء الذكي، و جزء منه لمؤسسات وشركات مختصة في مجال الإتصالات، إضافة الى أنها سوف تكون مقرا لأكبر إذاعة وتلفزيون في أفريقيا، حيث وصل البعض الى وصفها ب CNN أفريقيا، وسوف تبث برامجها من أنجمينا الى كل دول أفريقيا والعالم، ناهيك عن الأقسام الأخرى للمركز التي سوف تخصص لمجالات البحث العلمي، وتطوير البرامج، ودعم مشاريع الشباب في مجال التكنولوجيا…

ويعتبر المركز الأفريقي لتكنولوجيا المعلومات  أحد المشاريع الأساسية المندرجة في برنامجنا الوطني لتكنولوجيا المعلومات، هذا البرنامج الذي خصص له 27.000 مليار فرنك سيفا، من هنا ولغاية 2025م، والذي يهدف الى جعل تشاد مركزا لتكنولوجيا المعلومات والإتصال في أفريقيا، حيث ستصبح تشاد جسرا للتواصل بين أفريقيا الغربية وشرقها من ناحية ، وبين شمال القارة وجنوبها من طرف آخر، ليفك عن تشاد الإنغلاق الذي صاحبها لفترة، ويفتح عنها تطلعات وطموحات أخرى، لتصبح رائدة في مجال التكنولوجيا، وتلحق بركب مصافي الدول المتقدمة…

أهداف نبيلة وطموحات واعدة، لمستقبل تشاد التكنولوجي، إلا أن هذه الأهداف وكل هذه المشاريع الضخمة، لا يمكن لها أن تؤتي بثمارها إلا إذا وجدت سياسة حقيقية تدعو إلى: وضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ لجان مختصة ومتابعة للشأن التكنولوجي الوطني والعالمي؛ مبدأ الكفاءة والاستحقاق؛ تعزيز كفاءات الشباب في مجالات التقنية…الخ! ولكن لماذا أرى هناك تشاؤما يصاحب أكثر المثقفين بخصوص هذه المشاريع!
• أليس أول الغيث قطرة؟
• أليست رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة؟
• أليس البيت يبنى بطوبة؟
• أليس الطفل يبدأ حبوا؟
كي لا نحلم كثيرا، دعونا نسلم جدلا بأن كل هذه الوعود والمشاريع الجارية والتي ينتظرها الكثيرون على أحر من الجمر، ربما ليسجدوا حينها تحية وشكرا لسيدي الحاكم الذي جعل من العاصمة التشادية مركزا لتقنية المعلومات والإتصال، و مرتعا  للشعب الأفريقي . ولكن بالمقابل:
أليس من الأولوية أن تفكر حكومة تشاد بتوفير الكهرباء قبل الحلم بجعل تشاد مركزا للتكنولوجيا؟
كيف لنا أن نتحدث عن التكنولوجيا إذا كانت البلاد تعاني من أزمة في مجال الطاقة منذ عقدين؟
أليستا الكهرباء والتكنولوجيا مكملتان لبعضهما البعض؟
كيف نصبح مركزا يشع منه التكنولوجيا إلى كل دول أفريقيا، في الوقت الذي لا يزال فيه الناس بحاجة إلى مياه صالحة للشرب؟
كيف نقود الدول الأفريقية وخاصة المستعمرات الإنجليزية، التي وصلت إلى مرحلة متقدمة في مجال التكنولوجيا بشهادة المنظمات العالمية؟
هل سمعت حكومة تشاد يوما بأن رواندا تعرف عالميا ب سنغافورة أفريقيا، حيث في العاصمة كيغالي توزع الحواسيب في المدارس و الاتصال اللاسلكي بات مجانا و متاحا في العاصمة؟
أم إن سيدي الحاكم بصدد كتابة قصة جديدة، عنوانها الأعمى يقود الأبصر؟!